كلمتنا في الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة
السورية
في مثل هذا اليوم
الموافق 15/3/2012 وقبل عام كامل انطلقت شرارة الثورة السورية الأبية .. ثورة
الكرامة .. ثورة تحدى فيها الشعب الطغيان النصيري وظلم النظام المجرم .. فخرجوا
يهتفون بعفوية :" الشعب السوري ما بينذل " و " حرامية .. حرامية
" .. فخرج إليهم وزير داخلية النظام القمعي محذراً إياهم من مغبة الاستمرار
في هذه الهتافات .. فما زادهم ذلك إلا إصراراً ..
انطلقت المظاهرات من حي الحريقة في دمشق ومن
درعا الأبية ثم امتدت إلى كافة المدن والبلدات السورية، نذكر منها – على سبيل
الذكر لا الحصر - : ( حمص – حماة – إدلب – دير الزور – دمشق وريفها – اللاذقية –
القامشلي- وبانياس ..).
اختار النظام القمعي
أسلوب القوة والمواجهة وأعرض عن كل محاولات التهدئة والحوار .. مغتراً بنفسه
وبطائفته النصيرية وبقوة جيشه المزعومة .. فلجأ إلى مواجهة المظاهرات وأصدر
الأوامر بقتل المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم ونسف منازلهم ومنعهم من الوصول إلى
مساجدهم .. فاتسعت المظاهرات وازدادت انتشاراً .. فلجأ إلى أساليب وحشية في قمع
المظاهرات لم نشهد مثلها في كل الدول العربية الأخرى .. فاستخدم الدبابات والطيران
الحربي أحياناً ضد الشعب الأعزل .. فما زادهم إلا إيماناً وتسليماً !
بعد مرور
عام ماذا نقول ؟!
لم يتوقع البعض
استمرار الثورة السورية كل هذه الفترة الطويلة، بل إن البعض لم يتصوّر قدرتها على
الانطلاقة من الأساس، فكان رد الشعب السوري بفعله الكبير وثباته العجيب وصموده
المتواصل متوكلاً على ربه وحده وسائلاً إياه النصر في هتافه الشهير " يا الله
! مالنا غيرك يا الله ".
إننا نحيي هذا الشعب
الأبي على ثباته وصموده بوجه النظام النصيري المدعوم من إيران ومليشياتها التابعة
لها في العراق ولبنان، و ندعوه للمواصلة والصبر وليعملوا " إنما النصر صبر ساعة " " وإن النصر مع الصبر
وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسراً " وإن تخلّى عنكم العالم فحسبكم تأييد
ونصرة رب العالمين " وكفى بالله وكيلاً".
ولكم أيها الشجعان في
الجيش الحر : واصلوا واثبتوا بارك الله فيكم وبجهادكم .. قلوبنا معكم ودعائنا لكم
مستمر لا ينقطع .. أنتم من يدافع عن الأمة بطولها وعرضها وأنتم من يرسم مستقبلاً
جديداً لها .. وأنتم من ستكسرون الهلال الرافضي وتعيدون إيران للوراء 20 عاماً على
الأقل !
بأمثالكم ترفع الرؤوس
.. وتبدد الأحزان .. يا أسود هذا الدين .. بالله أملنا ثم بأمثالكم .. فاثبتوا
ثبتّكم الله !
وللأسرى : نسأل الله
أن يطلق سراحكم عاجلاً غير آجل وأن يمنّ عليكم بفرج من عنده ..
وللجرحى : نسأل الله
أن يشافيكم شفاءً لا يغادر سقماً وأن يجعل هذا كفارة لذنوبكم..
يا سنة
العراق دونكم الثورة السورية
إننا بالرغم من ألمنا
الشديد لما يحصل وحزننا لما نراه من مشاهد تتفطر لها القلوب وتبكي لها العيون دماً
بدل الدمع .. فإننا نستبشر خيراً بالمستقبل القريب المنظور في سوريا ونرى بأن عودة
سوريا لحضن الأمة الإسلامية سيكون له أثر كبير في عزتها وتمكينها كيف لا وهي دار
العلم والعلماء والتاريخ والأدباء أرض الرباط وقلعة الصمود ، ونرى بأن أهل السنة
في سوريا قد نجحوا في ثورتهم ( فكرةً وإعداداً وتنظيماً واستمراراً ) .. وهو ما
سيكون كفيلاً بكسر الهلال الشيعي وقطع الحدود بين إيران والعراق من جهة ولبنان من
جهة أخرى ..
أما وقد قدّم
السوريون ما عليهم .. فالدور عليكم الآن يا سنة العراق !
دونكم
السبيل .. فأين سلوككم ؟!
إنني لا أرى أن أهل
السنة في العراق – إلى اللحظة – قد قرروا السير في نفس الطريق الذي اختاره إخوانهم
في سوريا .. وهو طريق صعب وطويل بعض الشيء ولكن نتيجته فاعلة وما ترونه من بشائر
للنصر خير دليل ومثال على ما أقول .. ولهذا الطريق ثوابت ومبادئ لابدّ من السير
عليها .. أدوّنها هنا لعلها تنبّه الغافلين من أهل السنة في العراق .. وهي :
1-
التوكل على الله - سبحانه –
وحده والإخلاص له بالتوحيد وسؤاله النصر " وما النصر إلا من عند الله "
2-
توحيد الصفوف والجهود لخدمة القضية وهذا من المآخذ الكبيرة على أهل
السنة في العراق ، أنهم منقسمون انقساماً عجيباً وليس من مرجعية أو هيئة أو مؤسسة
يتفق عليها الجميع .. وهذا سبب من أسباب هزيمتهم وذلهم الذي نراه اليوم واقعاً لا
يمكننا إنكاره !
وانزل معي – في محافظاتنا – إلى الشارع السني لتر الفرقة والتشرذم بأم
عينك، والذين في الخارج : لهم أن يدخلوا (الفيس بوك) ؛ ليروا العجائب التي توقف
العقول !
لا يرتضي الواحد منهم – من العلماء والقادة - إلا ما وافق رأيه لا بمن
يراه مناسباً لخدمة قضية أهل السنة وأن له من المؤهلات ما يمكنه من ذلك ، فتراه
يؤيد فلاناً من الناس وكل من يخالفه فهو لا يفهم والشيخ الفلاني لا يفهم في القضية
شيئاً والهيئة الفلانية جاهلة والحزب الفلاني (لا يدرك رأسه من قدمه) وكأن صاحبنا
هو الوحيد المحيط بكل هذه الأمور !
اقترح الأخ عبد الله الدليمي تشكيل هيئة أو مؤسسة لتقود أهل السنة
وتوجههم في المرحلة القادمة وليشرف عليها كبداية الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي
والشيخ الدكتور محمد عياش .. فماذا كانت النتيجة ؟!
استمر أصحاب الصفحات السنية الكبرى في الفيس بوك بالسؤال : من ترى
بأنه الأجدر لقيادة أهل السنة في العراق ؟!
والطامة: أن كلاً من المعلقين يهم بكتابة اسم دون ركيزة ويتهجم على
الأسماء المطروحة من قبل الآخرين متهماً إياهم بالعمالة تارة و بالخيانة تارة أخرى..
فكيف لهؤلاء أن يتفقوا على مرجعية معينة ؟!
هناك حلقة مفقودة !
نعم ! الحلقة المفقودة تكمن في التفاعل مع الطلب الذي طرحه الأخ عبد
الله الدليمي كحل ناجع وإبداء الرأي حول الأسماء المتداولة واقتراح أسماء أخرى لها
عين الرؤية والمنهجية .. لا أن نعود لطرح السؤال الميت من جديد "من تعتقد
بأنه الأصلح لقيادة أهل السنة" ؟!
لأننا سنبقى نراوح مكاننا
حينها ولن نتقدم أي خطوة في الاتجاه الصحيح.
وحتى لا ابتعد عن ثوابت ومبادئ الطريق الذي ينبغي أن يسير عليه أهل
السنة في العراق .. أكمل ما بدأته أعلاه :
3-
طاعة المشايخ والقادة المؤثرين – في غير معصية الله – والعمل تحت
إمرتهم في الأمور التي يوجهونهم فيها .. وهذه مشكلة أخرى !
فالجفاء للقادة والعلماء عند الكثيرين من سنة العراق مشكلة كبيرة ..
وفي المقابل نرى أهل السنة في بقية البلدان يقومون بأخذ آراء مشايخهم ومشورتهم
ويقومون بتأييدهم ، سائرين بدربهم ، ولنا في ما حصل مؤخراً في مصر والشام خير مثال
..
أما العراق : فالكثير – أقول الكثير ولا أقول الكل – من أهل السنة ممن
لا يعطي العالم نصيبه من الاحترام والتقدير والطاعة المصاحبة لإعمال العقل
والإحاطة بمصلحة القضية وجعلها الواجهة الأساسية لهذا السمع وهذه الطاعة ؛ فما أن
يخالف الشيخ في رؤيته لأمر جرت عليه العادة وكان سبباً يراه فعلاً من أسباب الذلة
التي فرضها أهل السنة على أنفسهم حتى ترى انتفاضة عجيبة سرها مخالفة
"القناعة" فنرى النقد الغير بناء دون بينة ودون دليل بل أنصاف أدله
ويبدأ الهجوم على الشيخ وفكره والتحذير منه ومن منهجه ، وهذا في الحقيقة مما لا
ينبغي على طالب العلم "المنصف" ..
وتجد ذلك في الفيس بوك كثيراً – لا أذكر الفيس بوك حباً به أو دعماً
له وإنما لأنه يمثل أكبر ملتقىً لأهل السنة في العراق في الداخل والخارج – فمجرد
أن يقول الشيخ موقفنا من القضية الفلانية هو الآتي : فإن وافقه يكون الشيخ القائد النحرير
والناطق بالحق وما أن يخالفه في جزئية من الجزئيات حتى يصبح الشيخ جاهلاً لا يفقه
في الدين والسياسة شيئاً !!
4-
تدوين القضية وهو أمر نجح السوريون فيه .. فها هو الغرب بأسره يقف مع
القضية السورية وها هي جامعة الدول العربية - التي وقفت متفرجةً لما حصل ويحصل لنا
على مدار سنوات طويلة - تؤيد دعم تسليح المعارضة السورية وبكل الوسائل الممكنة كما
أن الأسماء المرشحة للمحاكمة بعد سقوط النظام في ازدياد – وصل عددها حتى الآن 75 –
، وبعد هذا كله لا يسعني إلا أن أتساءل :
لماذا عجز سنة العراق عن السير وفق هذا المنهج المدروس والمعلوم
النتائج؟!
فقد كان أسرع الطرق وأكثرها اختصاراً وأقلها كلفةً ( من الدماء وغيرها
) لإدانة النظام الصفوي وتسجيلها عليه بمشاهد حية !
ثورة الكرامة هي درس مجاني أعطاه الشعب السوري الحر لسنة العراق فهل
سيتعضون أم أن أكثرهم للجماعة معرضون ؟!
مدير مشروع القادسية الثالثة
الخميس 15/3/2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق