الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

إلى الثائرين والمتطاولين على أهل السنة في العراق



إلى الثائرين والمتطاولين على أهل السنة في العراق
عمر عبد العزيز الشمري / خاص مشروع القادسية الثالثة

شاعت كثيرا في الآونة الأخيرة إثارة قضية السجناء العرب والعراقيين الذين تنوي حكومة المالكي الشيعية إعدامهم وعصفت بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي منددة بهذه الحملة الطائفية التي هي حلقة من سلسلة طائفية قذرة تستهدف أهل السنة في العراق لإنهاء وجودهم ومسخ هويتهم. ونحن نرحب بأي ردود فعل من شأنها مناهضة الحكومة الشيعية الطائفية ومقاومتها بشتى الوسائل فالذين يحكمون العراق رضعوا من ثدي طائفي وتشبعوا بأفكار وشعارات (يا لثارات الحسين) التكفيرية الإرهابية ، لكننا رغم ذلك نجد من بين تلك الأصوات من يندد بأهل السنة و"خنوعهم وخضوعهم" للشيعة وعدم تحركهم لوقف هذه الإعدامات التي تشمل جنسيات عربية مختلفة فهؤلاء على حد قول بعض العرب ذهبوا للعراق لنصرة أهل السنة والجماعة ومحاربة أمريكا واليوم أهل السنة لا يناصرونهم ولا يتحركون لأجلهم وهذا خذلان وخيانة بحقهم، فالسنة تركوا الجهاد وذهبوا وراء الصحوات العميلة والمال على حد قولهم !!.

ونحن من واجبنا أن نبين لإخواننا العرب الذين يرون بعين واحدة وتعمى عيونهم إلا أن ترى الشوك أكليلا أن أهل السنة في العراق كانوا هم الهدف الأول للاحتلال الأمريكي فالاحتلال الذي انطلق من قواعد الخليج كان هدفه تسليم الحكم للشيعة وفق مشروع مدروس أصبح يتضح يوما بعد يوم ،وأهل السنة وقفوا وقفة شامخة كالطود العظيم بوجه هذا الاحتلال وكسروا شوكته وهزموه في مواطن كثيرة منها الفلوجة مدينة المساجد والموصل وديالى والرمادي والقائم والتاجي والضلوعية وبيجي وغيرها ، وقادوا مقاومة يتيمة ليست في الجبال ولا في الصحارى بل بين أهاليهم وبيوتهم رغم الخطر الكبير والغدر الذي تعرضوا له من الشيعة وخلال فترة المقاومة تلك كانت هناك من بعيد أيادٍ عربية تلوح لهذه المقاومة وأخرى تصفق لها لكنها اكتفت بذلك فلم يمد احد يد العون لهذه المقاومة إلا فئة قليلة لا تتناسب إطلاقا مع حجم التضحيات التي قدمها أهل السنة والجماعة بل ففي الوقت الذي دمرت به الفلوجة في معركتها الثانية لم نشاهد أحدا أرسل طائرة لنقل مساعدات أو فتح حدوده للاجئين بل كانت العاهل السعودي حينذاك قد دعا للتبرع لضحايا تسونامي ولم يلتفت أحد لا أمراء ولا وزراء بهذه الدولة أو تلك بل على العكس وجدنا أمير الكويت (السني) يندد بالمقاومة وآخر يقلد جنرالات البيض الأبيض أوسمة العار والخسة وقناة اسمها "العربية" تمولها السعودية تطبل وتزمر للاحتلال وللحكومة الشيعية .
وقد يرد عليّ بعضهم كما اعتدنا على هذا الرد بان آلاف العرب جاءوا لنصرة أهل السنة وقدموا أرواحهم رخيصة لذلك وهذا لا أحد ينكره وأهل السنة استقبلوا هؤلاء ورحبوا بهم ولكن من واجبنا أن بين لهم ماذا فعل هؤلاء العرب بحق أهل السنة والمجاهدين العراقيين فالكل يعلم أن هؤلاء أو غالبيتهم يحملون الفكر التكفيري فهم يرون أنفسهم المجاهدين الصادقين والأحق في القيادة والزعامة وجعلوا العراقيين المنضويين بتنظيم القاعدة تابعين لهم وينفذون أوامرهم فقط. لكن العرب سحروا بهذا التنظيم وبعملياته التي أذهلتهم وجعلتهم يعتقدون أن تنظيم القاعدة وحده من يقاتل في العراق وأن ما يسمون بالمجاهدين العرب وحدهم من يقاتل رغم أن 95% من المجاهدين عراقيون .

ولم يلتفت احد إلى ما قام به هذا التنظيم من جريمة نكراء بحق مدينة المساجد في معركة الفلوجة الثانية حينما طلبت فصائل المقاومة الانسحاب من المدينة والقتال خارجها فرفض هذا التنظيم التكفيري وزعيمه الزرقاوي بكل عجرفة وتكبر ضاربا الشورى والمشاورة القتال خارج الفلوجة تكبرا وتجبرا على غيره من الفصائل وكأنه من اوجد الفلوجة أو من اوجد الجهاد فيها ، ولكن فصائل المقاومة قررت البقاء لإيمانها بضرورة وحدة الصف أولا وحتى لا يقال أنها هربت قبل المعركة وتركت "المجاهدين العرب" وحدهم في الفلوجة فبدأت المعركة وبدأ التنظيم حملته الإعلامية النارية وكأن المعركة هي بينه فقط وبين الأمريكيين وكأنه لا يوجد أحد يقاتل في الفلوجة إلا هو ومن يتصفح موقع ويكيبيديا في حديثها عن معركتي الفلوجة الأولى والثانية سيجد هذا في عقلية أنصار القاعدة والسذج من العرب . وبدأت المعركة بهجمة شرسة لم يتوقعه التنظيم فهرب التنظيم من الفلوجة وهرب منها الزرقاوي في الأيام الأولى لبدأ المعركة كما شهد عليه ضابط الشرطة العرقيين إنه رأى الزرقاوي يدعي إنه أعرج فتركه ولم يتعرف عليه وكذلك الأمر لقائدها عمر حديد الذي قتل أثناء هروبه منها كما شهد عليه أحد المعتقلين في سجن بوكا ممن كان يقاتل معه ، ومن بقى يقاتل فيها هم أبناؤها الذين أدركوا انه لا بد من القتال خارجها لكنهم كما ذكرنا أرادوا درء الفتنة وبقوا فيها واستشهد في هذه المعركة خيرة القادة والمجاهدين من أبناء المدينة نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمتهم ودمرت المدينة عن بكرة أبيها كما رأى الجميع ذلك .
وكل العرب السنة أدركوا حينها أنه لولا المقاتلين العرب ورفضهم القتال إلا بين الأحياء السكنية لما دمرت الفلوجة وتشرد أهلها ودخلها المحتلون وقتل خيرة شبابها وقادتها .

وبعدها واجه المقاتلون العرب صعوبات كثيرة في التعامل مع البيئة السنية التي بدأت تواجه مشاكل معهم بطريقة إدارة المعركة داخل المدن وتسلطهم على المؤسسات والعشائر ورفضهم لتطوع أهل السنة والجماعة في الجيش والشرطة رغم أن السنة المتطوعين في الجيش والشرطة في بدايتها كانوا على ولاء كامل للمجاهدين العراقيين بل كانوا أحيانا يتسترون عليهم ويحمونهم وهذه شهادة أقولها والله شهيد علي ، لكن القاعدة بفكرها التكفيري الذي لا يعرف طبيعة أهل السنة وغدر الشيعة رفضت تطوع هؤلاء وهددتهم بالقتل فتركوا هؤلاء الجيش والشرطة وأصبحت بشكل كامل للروافض وهذا واحد من أقوى الأسباب لضعف أهل السنة ومحدودية تأثيرهم في العراق بسبب حماقة هذا التنظيم الذي يشك كثير من أهل السنة أنه تنظيم إيراني .وكذلك منعه للانتخابات والحراك السياسي لأهل السنة فأضعف وجودهم وأضعف حتى المشاركين في العملية السياسية لهذه اللحظة التي استولى فيها الشيعة على كل شيء منذ 2004 ولغاية اليوم.

وبدأت تحدث تصرفات غريبة لهذا التنظيم انتهت إلى إعلانه دولة العراق الإسلامية وطلبه البيعة من الفصائل الأخرى وإلا فإنه سيعلن الحرب عليهم وبالفعل بدأ بقتل قادة المقاومة والمجاهدين بالسيارات المفخخة والقتل والتفجيرات فقتل قادة من الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين بل إنهم قاموا بقتل عائلاتهم أيضا بل تعدوا ذلك إلى أنهم قاموا بقطع رؤوس قادة من عصائب العراق الجهادية السنية بعد قتلهم وقتل أهاليهم وأخذوا يجملون رؤوس القتلى يسيرون بالشوارع ويهددون أهالي المنطقة بالقتل إن لم يبايعوهم على دولتهم الإلكترونية وغيرها من الفظائع التي والله وتالله وبالله لم أجده إلا عند الأمم المتوحشة والأقوام الذين غادرتهم الإنسانية كالمغول والصفويين . فجاءت رسائل الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين وجيش المجاهدين وجيش الراشدين وجيش المصطفى وجبهة جامع وحماس العراق وعصائب العراق الجهادية وغيرها من الكتائب الكثيرة تدعو التنظيم للتعقل والابتعاد عن استهدافها وتدعوه للتخلص من قادته العرب الذين يديرون والذين لا نعرف عنهم شيئا سوى أسمائهم وجنسياتهم تماما كما تتعامل في الانترنت مع شخصيات لا تعرف عنها شيئا سوى أسماءها وجنسياتها وتحذره من إنه أصبح مخترقا ويديره أشخاص مجهولون فلم يستجب التنظيم وأخذ يكفر ويهدد كل من يخالفه وهكذا وضع تنظيم القاعدة السنة في وضع صعب أما بيعة التنظيم وأفكارهم التكفيرية وأعمالهم الإجرامية وأما قتالهم والتوقف عن قتال الأمريكيين خياران أحلاهما مُر وصعب فازداد شراسة وحماقة مما أدى لظهور الصحوات التي اعتدنا أن ننعتها بالعميلة وبالخونة وعباد المال رغم إن كثيرا منهم ممن رفع راية الجهاد وقاتل المحتل بشراسة إلى أن طعنهم الذي جاءوا من بلدان عربية وكفروهم وأجبروهم على ترك قتال الأمريكيين والانشغال مع هذا التنظيم التكفيري . فهذا هو سبب ظهور الصحوات بسبب من زعمتم أنهم جاءوا لنصرة السنة وحمايتهم.

وأما من يسأل أين الصحوات اليوم وأين السنة فأحب أن أذكره أن أهل السنة دخلوا خلال تسعة سنوات حروبا فتاكة حرب مع المحتل الكافر أنهكتهم وخسروا فيها الكثير وكذلك دخلوا صراعا مع الشيعة ولا سيما في بغداد قُتل فيها منهم الكثير واعتُقل الكثير وهُجر فيها الملايين باعوا أملاكهم ومنازلهم ليهاجروا إلى سوريا والأردن ويشترون فيها منازل وبيوت من أموالهم ولم يقم أحد بفتح بيوته لهم وأسكنهم معه إلا قلة قليلة بل كان بعض شعوب تلك الدول ترفع أسعار العقارات وحتى أجرة السيارة عندما يعلم إنك عراقي, والمعركة الثالثة والأخطر هي مع القاعدة لأنها معركة داخلية معركة قتل فيها الابن أباه والأخ أخاه وأبناء هذه العشيرة مع تلك وأبناء هذا الحي مع ذاك فهذا أشد ما كان على أهل السنة فوالله إنها لقاصمة الظهر وكاسرة اليدين فلم نكن نتوقع إننا سنخرج بحمد الله من هذه الفاجعة ولكن بقدرة الله خرجنا منها فبهذه المعركة أعاد أهل السنة تفكيرهم ورتبوا صفوفهم فتركوا خيار الحرب لأنها جرت عليهم الويلات والمآسي رغم ذلك لم يتوقف استهداف أهل السنة من الشيعة بل استهدفوا الصحوة التي هي تمثل قوة أهل السنة(رغم تحفظي على علاقة الصحوة بالمحتل والحكومة الشيعية وممارسة بعض أفرادها) واعتقلوا الكثير من قادتها وعلى الجانب الآخر قام تنظيم القاعدة بالعمل ذاته فاستهدف الصحوة وقتل قادتها بل أنه جعل الصحوة هدفه الأول فأصبحنا بين المطرقة والسندان والعرب ينعتوننا بالجبن والضعف .

و اليوم أتساءل أين العرب من كل هذه الأحداث حكومات وشعوب هل وقفوا متفرجين أقول والله إنهم حتى لم يتفرجوا ولم يروا ما ذقناه من هذا التنظيم التكفيري ومن مجاهديهم العرب الذين تبين إنهم كثيرا منهم عملاء مخابرات هدفهم إفشال المشروع الجهادي لأهل السنة أنا بهذه المناسبة أحذر إخواني بسوريا ومقاتلي الجيش الحر من استقبال أي عربي يدعي القتال إلى جانبكم إلا أن يكون تحت أمرتكم لأنكم لا تعرفونه ولا تعرفون بأي شرع يحتكمون. 

فأقول بعد هذا إن أهل السنة يحتاجون لأن يتعافوا من هذا النزيف والإرهاق ونرى ونسأل الله أن تكون ثورة سوريا سندا لنا بعد الله تعالى وأهل السنة بحاجة لقيادة تعرف كيف تقودهم إلى بر الأمان فقد فشل كل سياسي السنة الحاليين للأسف قيادة عليها أولا أن تعمل على إعادة بناء ثقة أهل السنة بأنفسهم وتعد العدة للمرحلة القادمة وكذلك هم بحاجة لدعمكم أيها العرب دعما حقيقيا فنحن لا نريد منكم مقاتلين ولا نريد أبدا بل نريد دعما ماديا فها أنا ذا ناشدتكم قبل أكثر من عام بإنشاء قناة القادسية لأهل السنة في العراق يشرف عليها الدكتور طه الدليمي ولحد هذه اللحظة لم يتحمس للمشروع إلا أشخاص بعدد أصابع اليد و لا حول ولا قوة إلا بالله.
فانصرونا نصرا حقيقا لا كذبا وزورا بالرسائل القصيرة التي ترسلونها للفضائيات وصفحات التواصل الإعلامي بل نصراً بكل قوة وبأعلى صوت حتى نعيد للعراق هيبته ولبغداد الحبيبة الأسيرة فرحتها .وسأبين الطريق لذلك في مقال قادم إن شاء الله .

عمر عبد العزيز الشمري
كاتب ومدون عراقي
الثلاثاء 4/9/2012 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق