الاثنين، 14 مايو 2012

الانتخابات المصرية وتحديات ما بعد الثورة

( الانتخابات المصرية وتحديات ما بعد الثورة )
بقلم : سني عراقي 
خاص بمشروع القادسية الثالثة 


تشهد الساحات الشعبية السياسية والمدنية حراكاً نشطاً لتهيئة هيكل الإدارة الجديد في مصر بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وكبار الدولة الذين هيمنوا على الشركات المالية الخاصة واحتكروا الاقتصاد المصري لحسابهم وارتكبوا من المفاسد ما الله بها عليم .
لم تكن الثورة الربيعية كما تخيلها الثوار منذ البداية بأن تغير الوضع المزري وتبعات المعاهدات والتنازلات لصالح إسرائيل مقابل السلام الذي عقده الرئيس الراحل(أنور السادات) أحد قادة القادة الأحرار التي أطاحت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله الحكم الملكي وسطوة الأقطاع وهيمنة الأستعمار النكليزي على قناة السويس . لم تكن مصر في يوم تتوقع أن تطيح بالنظام بمطالب العيش الكريم بمليونية خرجت إلى الشوارع بقسم أن لا تعود إلا بخلع الرئيس حسني مبارك ومن معه ، مع أن للرئيس مبارك وحكومته دور حاسم في وقف المد الشيعي في مصر ومقولته ( أن الشيعي ولاءه لإيران وليس لبلده ) لا يستبعد أنها من أسباب تكثيف الجهود الصفوية لخلعه من طرف خفي، إضافة ً لحادثة القبض على خلية التشيع المكونة من أكثر من 300 عضو من بينهم الشيخ المترفض ( حسن شحاته) بعد جهره باللعن على أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) على الفضائيات ، وبعد مخاض عسير تكبد فيه الشعب أرواح كثيرة كادت الفتن التي أشعلتها أيادي خفية تنقل التظاهرات السلمية إلى حرب أهلية بين الشعب والقوى المسلحة التي حاولت ضبط النفس إلى أقصى درجاتها مع خروقات فردية سلم الله شرها  .

مصر اليوم تقبل على اختيار نظام جديد ورئيس جديد بتغيير المعادلة إلى حكم ديمقراطي نسأل الله أن يكون له هذا ، إلا أن ما تتناقله وكالات الأنباء من قرارات خروج المرشحين وإعلاء أصوات ليبرالية تتهم بوجود تدخل خارجي ومطالبة محاكمات ونشر أكاذيب عن المرشحين السنة من السلفيين بصورة خاصة لهو أمر محاك ومراد منه الترهيب وتشويه سمعة وإعلاء أصوات شخصيات معروفة بمداهنة دول أقليمية ذات عقيدة مخالفة للنهج الإسلامي الصحيح وضعت علامات استفهام عديدة وخلقت غصة وخوف من المستقبل . يعتبر الثقل الثوري التابع للأخوان المسلمين هو المحرك للثورة وعليه فنضاله على مر عقود يجعل له احقية تشكيل الحكومة على الرغم من توالي صرخات استنكار عديدة بين الشعب المصري لسياسته إزاء أحداث عصفت بالأمة، كتوجهاتهم بالتقرب من إسرائيل وخيارات التطبيع التي استنكرها مرشدهم ( مهدي عاكف ) الذي تنحى من الرئاسة الحزبية بعد ظهور خلافات حادة بين أعضاء الحزب ، كماعلاقتهم بإيران وسكوتهم على الطعن المستمر لأم المؤمنين عائشة والصحابة (رضوان الله عليهم) يعتبرها المواطن من أولويات رجل السياسية عليه أن يتنبه لها وعليها يعتمد ثقله الشعبي كخط أحمر يتطلب التصدي الحازم المباشر من بين عدة أمور أخرى من توفير الأمن والعيش الكريم .
 لا يخفى على الكثير حقيقة تقرب شخصيات كبيرة من إيران على سبيل المثال لا الحصر كالبرادعي وسليم العوا وعمرو موسى الذي لمح لقبول التومان في القمة العربية في سرت عام 2009 وعضوية إيران في لجنة تبحث الوضع الأقليمي ضد الخطر الجديد الملحق بالمنطقة ! .  لذا فعلى الشعب الناخب أن يبحث عن رجال السياسة المقبلة بصفات عقائدية سليمة وقراءة تاريخهم الذي يتبين منه مدى الطواعية في المباديء وميوله سواء علمانية مضيعة أو صوفية مداهنة أو سلفية حازمة والتي يكون هو فيها محور التأثيرات منه وإليه في عصر ماجت فيه الفتن ولعبت الأهواء بالقلوب وحارت فيه العقول .

نقلاً عن الكاتب عبد الله الفقير حول أهداف إيران في مصر عبر الحكومة الصفوية في العراق بالنيابة مستغلة ثروات العراق من أجل التوسع الشعوبي ، كتب قائلاً : تسهيل حصول مصر على العقود والصفقات التجارية مع العراق ومن ضمنها عقود النفط والغاز وخاصة فيما يخص انبوب نفط كركوك ,والتي تكللت بفتح مصر لقنصلية لها في كردستان قريبا من كنوز كركوك!,في المقابل تقوم مصر باغلاق تلك القنوات التي يسمونها "تحريضية",بالاضافة الى السماح للشيعة باقامة بعض المراكز والانشطة  الثقافية في مصر,ومن ضمن ذلك كان اقامة حكومة المالكي لمهرجانها الثقافي في مصر قبل اشهر والذي كان احد اهدافه هو رفع العلم العراقي الجديد ,حيث تعتبر حكومة المالكي ان رفع العلم العراقي الجديد بحد ذاته مكسبا,لذلك فان اشد ما يغيضها هو رفع العلم القديم,فانظروا الى تفاهة هؤلاء،  بالاضافة طبعا الى طلبات "عرضية " بتحجيم دور هيئة علماء المسلمين الموجودة في مصر وتحويلها الى مجرد صورة بدون فعل,كما هو حادث الان فعليا,ثم لياتي الاعلان عن قرب قيام مفتي الازهر الحالي بزيارة العراق لتكون الضربة القاضية التي سيتم بها اعلان انتهاء أي خلاف بين ايران ومصر اولا, وثانيا الاعلان رسميا عن وفاة هيئة علماء المسلمين التي بعد ان فشلت في ان يكون لها دور فاعل في القمة العربية الاخيرة ,فانها فشلت حتى في منع شخص ،، مثل "احمد الطيب " من ان يزور العراق فيعطي الشرعية لحكومة عميلة شكلها الاحتلال كحكومة المالكي او أي حكومة تخلفها . يذكر ان عادل عبد المهدي قام مرة باعطاء شيخ الازهر السابق "سيد طنطاوي" مبلغ نصف مليون دولار كهدية مقدمة من الشعب العراقي للازهر!!,فقام طنطاوي بردها على عبد المهدي وقال له ان الشعب العراق احوج اليها من الازهر!!!) . أنتهى

إن مستقبل مصر في خطر إن لم ينتبه المواطن المصري من حقيقة المؤامرة التي تحاك ضده بعد الثورة ، فحوادث الهجمات على الكنائس لها أبعاد سياسية خارج مصر يراد منها اتهام السلفيين وتنفير المواطن المصري لئلا يتصدر قائمة الفائزين باغلبية المقاعد ومعلوم خطة أمريكا من تحييد أهل السنة والجماعة من قيادات الدول التي تنعمت بالثورات الربيعية الأسطورية  . بعد إيضاح خطر التحريض الخفي هناك خطر اقتصادي من أن تكون القروض الأمريكية الجديدة طريق لفرض شروط تجعل من الدستور الجديد أداة لملاحقة أهل السنة وترسيخ التواجد الأجنبي وتجزأة الرؤى بأسم الديمقراطية وحق الناخب وحقوق الإنسان كما حصل في العراق . الخطر أن يجهل العرب وحكام الخليج خاصة بأهمية المال الذي تستعمله الدول المعادية للإسلام لفرض أوامرها فلم لا تسحب بعضها البعض بقروض ومساعدات عربية تأمن ضياع القرارات والجهاد والحدود ؟
ليعلم المواطن المصري أن صوته هو المراد ووعود الخدمات وشراءه بأكداس من البضائع إنما هو طريق للوصول إلى الكراسي ومن بعدها لا يسمع لهم حساً ولا ركزا والويل لمن اعترض فسيلقى وجوه أخرى بأنياب لا ترحم . ليعلم العرب أن تشرذمهم وعملهم المجزء قوة غير كافية لا تعادل وحدة العدو وتعدد أدوارهم، فمتى تكون الفائدة من التاريخ ؟  

الاثنين 14/5/2012 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق