الأحد، 16 سبتمبر 2012

من أجل أهل السنة في العراق .. (قناة القادسية الفضائية)



من أجل أهل السنة في العراق .. (قناة القادسية الفضائية)
عمر عبد العزيز الشمري /خاص مشروع القادسية الثالثة

بسم لله الرحمن الرحيم

نعيش اليوم فضاءً إعلاميا مليئا بالفضائيات المختلفة والمتباينة في شكلها ومضمونها وأطروحاتها وأدبياتها المتباينة بل المتصارعة فيما بينها، وهذا أمر طبيعي في ظل الصراعات التي تحصل في بلادنا والتي عكستها هذه الفضائيات فأصبح لكل جهة سياسية أو دينية أو ثقافية أو فكرية قناة فضائية خاصة بها تنقل وجهة نظرها في كل القضايا والمشكلات التي تعني هذه الجهة أو تلك، ولا شك أن هذا الأمر يعود للرأي الشائع القائل بأن: "الإعلام نصف المعركة" بل يعدّه بعض المفكرين – المعركة كلها- وهذا ليس أمراً مبالغاً فيه بل فيه الكثير من الصحة، بل لو عدنا إلى عصر ما قبل الإسلام لوجدنا أن سلاح الإعلام كان فعالاً في ذلك العصر تمثل بالشعراء الذين تحتفي بهم قبائلهم كعمرو بن كلثوم والحارث بن حلّزة اليشكري وغيره.
وفي العراق كما في غيره من البلاد العربية نعيش صراعاً سياسياً بل عقدياً وتاريخياً ومصيرياً أيضا، فالصراع هو صراع خطير يتوقف عليه مصير هذا البلد العربي الكبير في تاريخه ودوره الاستراتيجي في العالمين العربي والإسلامي؛ فهو بمثابة البوابة الشرقية للوطن العربي، وكلنا شاهد كيف تمدد الإخطبوط الإيراني إلى كل البلاد العربية عقب احتلال العراق، ورغم كل هذا لا نجد اهتماماً كافياً من الحكومات العربية بهذا البلد إطلاقاً فضلاً عن النخب والمفكرين والمثقفين العرب؛ فأغلب هؤلاء ما زالوا سطحيين في تعاملهم مع الملف العراقي وبعيدين عن هموم وآلام الشعب العراقي ولاسيما أهل السنة في العراق، فهم أبعد الناس عن هموم العرب والمسلمين قبل وبعد ثورات الربيع العربي، فمن الذي وقف مع أهل السنة في قتالهم المحتل ومن الذي عالج جرحاهم أو أعاد بناء مدنهم التي دمرت ومن الذي استقبل الملايين من نازحيهم وفتح لهم الحدود إلا بعد أن افتدوا بيوتهم وأموالهم وتركوها في العراق ؟.
إلا أن من الإنصاف أن نذكر أنه قد بدأ يلوح في الأفق نوع من الاهتمام بقضية أهل السنة في العراق لكنه لا يتوافق إطلاقاً مع حجم المعانات التي عاشها ومازال يعيشها السنة في هذا البلد.

أقول بعد هذا الطرح: إن أهل السنة في العراق يحتاجون لنافذة يعبرون بها عن همومهم وأوضاعهم لكي تنقل الصورة واضحة للمشاهد العربي لا صورة مزيفة أوجزئية؛ فإلى هذه اللحظة لا توجد قناة فضائية لأهل السنة في العراق رغم مئات الفضائيات التي يملكها الشيعة في العراق. وقد يرد عليّ أحدهم بأن هناك فضائيات سنية عراقية كقناة الرافدين وقناة بغداد والحقيقة أن هاتين الفضائيتين تمثلان جهات سياسية سنية لديها أجندتها وآراءها التي تندرج في إطار التفكير الوطني المهترىء الذي لم يغني أهل السنة من جوع ولم يجلب لهم الأمن والكرامة، بل إن القناتين متناقضتان في كثير من وجهات النظر وهذا الأمر لا يخفى على أحد.

ونحن اليوم بحاجة لقناة فضائية تكون سنية بحق تطرح مشروعاً سنياً وتغيّر من أوهام بعض أهل السنة الذين يبدو أنهم لا يستوعبون واقعهم جيداً؛ فهم مازالوا يعيشون الماضي ويرفضون تقبل الواقع المرير ويحتمون خلف الشعارات والعبارات التي رددوها في بداية الاحتلال ويرفضون أي مشروع يهدف لخلاص أهل السنة في العراق مما هم فيه ويعتبرونه مشروعاً من مشاريع الاحتلال ويفكك العراق ويمزق النسيج الوطني، رغم أن أحداً في بقية الطوائف لا يفكر بمثل تفكير هؤلاء، فالكل همه طائفته وحققوا لطوائفهم الكثير من المكاسب على حساب العراق لكن هؤلاء يريدون العراق على حساب أهل السنة في العراق فليس لديهم مشروعاً على الإطلاق لحماية أهل السنة غير تلك الشعارات الميْتة والعبارات المزيفة.
فهذا ما نريده من هذه الفضائية طرحاً واقعياً يتلاءم مع الظروف والأوضاع الدقيقة والحساسة التي يمرّ بها سنة العراق .
وسبق لي أن طرحت هذه الفكرة في الشبكة العنكبوتية منذ أكثر من عام وناشدت إخواننا بالعمل على تدشين فضائية لأهل السنة في العراق ولكن للأسف الأمور لا تبشر بخير. فلم أجد تحركاً حقيقياً ملموساً.
واليوم: أكرر المناشدة التي ناشدتكم إياها قبل أكثر من عام لكل من يهمه أمر أهل السنة والجماعة ولكل من يهمه إيقاف المد الصفوي أن يساعدنا – نحن سنة العراق - لإنشاء قناة القادسية ليشرف عليها الدكتور طه حامد الدليمي وعبر حملة إعلامية في الإنترنت والفضائيات.

عمر عبد العزيز الشمري
كاتب ومدون عراقي
الأحد 16/9/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق