السبت، 11 يونيو 2011

إلى أيــــن...ياأهل اليمن ؟!!

إلى أيــــن...ياأهل اليمن ؟!!

لقد بارك الله أرض اليمن وسماها في كتابه بالبلدة الطيبة فقال : } لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{

وفضائل اليمن وأهل اليمن أشهر من أن تذكر، فهم أهل الإيمان والحكمة فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أتاكم أهل اليمن، أرق أفئدة، وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية ...)

وقال صلى الله عليه وسلم «أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة، وأنجع طاعة» أي أنهم أسمع وأطوع للحق وألزم للجماعة .

نقول هذا ونستحضره ونحن نرى اليمن على فوهة بركان يوشك أن ينفجر في أي لحظة ، فقد حذر المراقبون من خطورة الوضع في اليمن، وأكدُّوا أن التطور السلبي في الأحداث يجري باليمن نحو صومال جديدة !!

- فهاهو الرئيس اليمني يصاب في قصف استهدف القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء يوم الجمعة قبل الماضي .

- وهاهي جثامين القتلى تنتشر في عدد من شوارع صنعاء وأبين وغيرها من المدن فيما لم يتمكن المواطنون من انتشال بعض هذه الجثث نظراً لاستمرار التوتر والقتال .

- وعشرات الآلاف من سكان زنجبار يفرّون حتى غدت أشبه بمدينة أشباح يسيطر عليها المسلحون .

- في ما تصاعدت وتيرة الغارات الجويّة في اليمن التي تشنها بشكل أساسي طائرات أمريكيّة من دون طيار بدعوى القضاء على القاعدة في اليمن ، هذا إضافة إلى تحركات الحوثيين وإعادة سيطرتهم على عدد من مدن الشمال.

- أما نقص المياه والوقود والأغذية والخدمات الإنسانية الأخرى فقد وصل إلى مرحلة مقلقة.

كل هذا ولايزال الشبان اليمنيون يواصلون احتجاجاتهم ومظاهراتهم مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي !

إن من أكبر الأخطاء التي تمارسها أنظمة وشعوب الدول العربية على مدى تاريخها المعاصر استنساخ تجارب الدول الأخرى والسعي لتطبيقها في بلدانها وليس هذا مقتصر على صعيد الثورات فحسب بل حتى على صعيد التجارب الأمنية والتعليمية وغيرها .

تفعل ذلك متناسية أن لكل بلد أحواله وطبيعته بصورة يصبح نقل تجارب الآخرين إليها دون تعديل مجازفة تهوي بها نحو الدمار !

فاليمن منذ عقود طويلة تعاني من مشكلة الانفصاليين، كما تعاني من الجماعات المسلحة السنية والشيعية، هذا مع ماأضاف لها موقعها الاستراتيجي من مميزات يسهل أن تنقلب وقت الأزمات إلى إشكالات ضخمة تعود عليها وعلى المنطقة العربية بالأذى والويلات .

هذه الخصوصية للوضع اليمني يوجب على أهل البصيرة والرأي من أهل اليمن –وماأكثرهم –أن يوجدوا للحشود المطالبة بالتغيير طريقة أخرى للتغيير يُضمن معها عدم جرّ البلد إلى حرب طاحنة تزيد أطماع الطامعين فيها، ولانبالغ إن قلنا أن أكبر الطامعين في اليمن هي إيران ، يؤكد هذا ماتناقلته الأخبار من زيادة نشاط الاستخبارات الإيرانية في اليمن خلال فترة الاضطرابات هذا مع تزايد حركات الحوثيين العسكرية.

إن مايحدث في اليمن من تفكك الجيش وحدوث انهيار في أركان الدولة واندلاع مواجهات بين القوات الموالية لصالح وبعض القبائل وحالة الفراغ التي تشهدها السلطة بعد نقل صالح للعلاج كلها تصب في مصلحة إيران بالدرجة الأولى فلطالما حلمت بفرصة كهذه تثبّت من خلالها وطأتها في اليمن،وتجعل من شمال اليمن جنوباً لبنانياً آخر تهدد به دول الجوار وتطعن خاصرة دول الخليج هدفها الثاني بعد العراق !

فياأهل اليمن ..ياأهل الحكمة ولزوم الجماعة ، مظالمكم لاتنكر وحشودكم التي صابرت طوال هذه الأشهر نعلم أنها لم تحتشد ترفاً وإنما لمشاكل حقيقية تسبب بها النظام بقصد أو بغير قصد ولكن ..

قد ينشد المرء الخير فيفوته مابيده ثم لايدرك ماكان يروم ، فتنبهوا !!

نسأل الله أن يلطف باليمن وأهلها وأن يهئ لهم خطة رشد تجنب البلد لؤاء الحرب وجحيمها .

إدارة مشروع القادسية الثالثة

السبت 11-6-2011 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق