الاثنين، 2 أبريل 2012

هاي نهايتها .. يا أحمد الكبيسي ؟!


هاي نهايتها .. يا أحمد الكبيسي ؟! 

نذير العراقي – خاص مشروع القادسية الثالثة
أرسل إليّ أحد الإخوة الأفاضل مقطعاً لداعية التقريب أحمد الكبيسي يتطاول فيه على الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه وأرضاه - .
لم استطع تحمّل ما سمعته من داعية التقريب " المتصدّر للفضائيات " من خلال قناة دبي الفضائية ( وهنا رابط المقطع ) :


فاحترت بمّ أرد وعلى ماذا أرد من الأساس .. وهل يجب علينا الرد على مثله يا ترى ؟!
بدأ الكبيسي تعليقه ( على متصل من السعودية ) حول معاوية بالتكفير ! ( على الرغم من معارضته الشديدة لهذا النهج ! ) فوصف معاوية وثلة من الصحابة بالردة بعد معركة حنين  – والعياذ بالله - .
وهنا لا  أدري هل سيلومني البعض للقسوة التي سيجدها من ردي على هذا – لاحقاً - ؟!
وبغض النظر عن مبررات الآخرين في عدم التهجم على شخص بعينه .. أقول: إن  الدفاع عن صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وزوجاته الطاهرات أمهات المؤمنين – رضي الله عنهم أجمعين – قد ارتضيناه ديناً ومنهجاً لنا ولعل الله يحرم بغضبتي هذه وجهي - وجميع القراء- على النار ويجمعنا بالصحابة في جناته .. وليخسأ كل من تطاول على الصحابة وأمهات المؤمنين كائنا من كان !
 و قبل البدء بالرد، أذّكر الكبيسي بقول الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : آية 100(
وقوله سبحانه: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح، آية 29).
قال الطحاوي في عقيدته المشهورة: - " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بالخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".
رحمك الله يا شيخنا الطحاوي ما أبلغها من كلمات .. وكأنها قد قيلت للرد على هذا وأمثاله !
ثم يتابع الكبيسي تعليقه بالقول : ( بواحد صرنا نواصب وهم صاروا روافض، هذاك إسماعيل الصفوي وهذا معاوية وما فيش حد أحسن من حد !! )
وقال: ( أنتم نواصب يا بتوع معاوية الذي أمر بسبّ علي )
وبغض النظر عن كلامه الذي يخلط بين صحيح الأمور وسقيمها .. فإننا نحن أهل السنة والجماعة  نتعبد الله بحب الإثنين فماذا نصبح حسب نظرتك القاصرة يا كبيسي؟! هل ستخترع لنا حكماً جاهزاً جديداً وليكن من اختراعك كـ( ناصبية الروافض ) ؟!
أما المساواة بين الصحابي الجليل ( كاتب الوحي) معاوية بن أبي سفيان وبين الكافر الزنديق عدو الله إسماعيل الصفوي .. فلا أدري بمّ أصفها ؟!
كيف يساوى بين من اختاره الله – عز وجل – لصحبه نبيه وبين كافر زنديق لا يمت للإسلام بصلة ؟!
وحتى أرد هذه شبهة أمر معاوية بسب عليٍ – رضي الله عنهما - .. أقول : أما أن معاوية قد أمر بسب عليّ فهذا من الكذب ولايوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وأما ما ورد في صحيح مسلم فلعلّه يقصد الرواية التي رواها عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلن أسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقال له عليُّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال :فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه .. )).
وليس في الرواية ما يفيد أن معاوية قد أمر بسب علي – رضي الله عنهما - ، قال النووي :(( قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ )).
وهنا يبدو أن الكبيسي قد تأثر بشبهات الشيعة؛ لكثرة مخالطتهم وبدأ يشك بخيرة الخلق بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخذ بترديد هذه الشبهات وكأنه يسير مع القوم إلى هدف واحد.
ويتابع الكبيسي: ( كل ما نعانيه الآن من معاوية ! وأنتم تحبونه كل هذا الحب، والله لو عندكم 1 % - قطع كلامه - .. وأنا كنت هكذا أنا من أهل الأنبار، والأنبار نواصب !! لأنهم يحبون معاوية وعلي ما عندهم مشكلة .. مش بتاعنا هذا علي !)
وهنا أقول : ليس معاوية ولا أي صحابي جليل –رضي الله عنهم أجمعين – سبب معناتنا بل طريقهم ومنهجهم مصدر عزتنا ورفعتنا .. إنما معاناتنا تكمن فيكم أيها الدعاة الجدد ( دعاة التقريب المزعوم الذي تمثل ياكبيسي أحد نتائجه البائسة )، مأساتنا فيك يا من رفعت شعار :" إخوان سنة وشيعة وهذا الوطن منبيعه " بعد الإحتلال الأمريكي الأخير للعراق مباشرة .. فجمعت – ومن معك- بهذا الشعار الزائف دينين مختلفين في كل شيء تحت رآية الوطن الواحد .. وكل شيء يهون عندكم من أجل الوطن ولو كان الدين !
وأما الطرح الساذج بأن أهل الأنبار نواصب .. فيا لها من سذاجة مبكية – وقد لا تكون سذاجة بل سوء قصد بنيّة الإيذاء - .. نحن سنة العراق ومن عقيدتنا حب كل الصحابة ومنهم علي ومعاوية – رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة – فمن أين أتيت ببهتانك هذا يا كبيسي ؟!
وقد لا تستغرب من هذا الكلام – أيها القارئ الكريم-  إذا عرفت أنه يمهّد لما بعده من طامة كبرى .. قال الكبيسي مبرراً لإجرام العصابات الشيعية بحق أهل السنة :(حتى ما تحزنون كثير حينما تسمعون الشيعة ماذا يفعلون في العراق، كلكم سواء ، روافض ونواصب)
ولا ندري في أي صف يقف الكبيسي حينما يبرر قتل السنة واعتقالهم واغتصاب مساجدهم ومنازلهم وحرقها وسرقتها وتهجير أهلها من مناطقهم ؟!
الذي يبرر إجرام الشيعة بحق السنة .. بأي صف يقف يا ترى ؟! أيقف بصف السنة وهو يدعونا لعدم الحزن لأن الشيعة يقتلوننا .. وأنا أقول : نحن لم نحزن لما فعله الشيعة فينّا لأن منهجنا مواجهتهم حتى دحرهم ومنهجكم أيها الترضوية هو الذي يكتفي بالحزن – إن كنتم تحزنون أصلاً - .. لكننا نحزن أن أمثالكم يحسبون علينا وينتسبون إلينا .. ونحزن أن هناك من يصدقكم .. ونحزن أن الآخرين لم يستفيدوا من درسنا وبذلك نلدغ من نفس الجحر مرتين !
وفي النهاية يحاول أن يوهم السامع أن الجمع بين محبة علي ومعاوية – رضي الله عنهما – غير ممكن في الوقت ذاته .. وهنا نبين أن عقيدة أهل السنة توجب حب الإثنين ووجوب إتباعهما والترضي عنهما فلا مجال للتلبيس على العوام في هذا يا كبيسي، وإذا كان الأمر كما تقول، فكيف سلّم الحسن بن علي  ومن معه من الرجال الخلافة لمعاوية ؟! وما غايتك من إثبات هذا الخلاف بين الصحابة ؟!
وأما مساواة أهل السنة – بعد نعتهم بالنواصب – بالروافض قلت :
ربما تكونون والروافض – يا دعاة التقريب إلى مذهبهم – شيئاً واحداً .. أما نحن فلسنا شيئاً واحداً !
الإثنين 2/4/2012م

هناك تعليقان (2):

  1. يا ترى ما الذي دفع الكبيسي لقول مثل هذا الكلام أليس منهج الترضي على علي ومعاوية رضي الله عنهما أسلم وأوجه في دعوى التقريب ؟؟؟ أم أن نجم الكبيسي قد اختفى فأراد مسألة عظيمة يثير فيها الناس فيعلو نجمه ولو باللعن كما فعل ذلك الذي بال في زمزم من اجل أن يعرف ولو باللعن ....يا حسرة على هذه الشيبة وعلى هذا العلم المدعى أن يكون أمثال الكبيسي هم الذين يلبسون على الناس دينهم ومن خلال قنوات سنية !!!!

    ردحذف
  2. الشيخ الكبيسي: سكت دهرا ونطق كفرا!
    ياليته لم ينطق وبقي في سكوته.

    ردحذف