الأربعاء، 18 أبريل 2012

حينما يدافع المالكي عن دكتاتوريته


حينما يدافع المالكي عن دكتاتوريته 

عجيب هذا الزمان .. تغيّرت فيه كل المفاهيم .. زمان يتحدث فيه الدكتاتور منتقداً الدكتاتورية .. زمان يصبح فيه السارق واللص مؤتمناً والكذاب مصدّقاً وبائع السبح رئيساً ، وهو مصداق قوله – صلى الله عليه وسلم - : " سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" [1]
ففي يوم السبت الماضي 14/4/2012 خرج علينا المالكي بمؤتمر عشائري في بغداد قائلاً : " إن العراق لا يتحمل حكم الشخص الواحد والدكتاتور الواحد والطاغية الواحد والحزب الواحد والقومية الواحدة .. شاهدتم كيف تنتقل السلطة " .
وهنا أقول فعلاً : إن العراق لم يعد يحتمل الشخص الواحد والدكتاتور الواحد والطاغية الواحد " وكل هذه متوّفرة فيك يا مالكي " والحزب الواحد " يمثله حزبك المجرم حزب الدعوة وائتلافك الخبيث " .. وليتك تقنع نفسك بما تقول أولاً قبل أن تنشر هذه النصائح والخطب الرنانة هنا وهناك !
والربيع السني قادم !
يتابع المالكي مدافعا عن دكتاتوريته : "إذا كانت بقايا النظام السابق لا تؤمن بهذا الانتقال من منطلقات مبادئ والتزامات ورؤى يريدون فرضها على الناس، أنا أقول انتهى هذا (...) لا يمكن أن يفرض على الناس إلا ما تفرضه صناديق الانتخابات ويمليه الدستور" .
و هنا نقول للمالكي المحنك : أن ما يؤكد هذا الانتقال هو قولك في المؤتمر العشائري المشهور :" هو يقدر واحد يأخذها – أي السلطة التي يتحدث عن انتقالها - حتى ننطيها بعد " . [2]
وكذلك يؤكد قولك : " لا يمكن أن يفرض على الناس إلا ما تفرضه صناديق الانتخابات ويمليه الدستور "  تسليمك للسلطة للقائمة العراقية بعد فوزها في الانتخابات الأخيرة بـ( 91) مقعداً مقابل ( 89) لائتلافك الخبيث .. فالناس قد شاهدوا كيف سلمتهم السلطة بشكل سلمي .. وشاهد الناس أيضاً كيف أن رجلاً واحدً في الدولة يدير أكبر خمسة مناصب فيها وأكثرها تأثيراً .. وهذه مزيّة وخصيصة يمتاز بها العراق الجديد بعد الاحتلال الأخير !
ترى من فعلها غيرك يا مالكي؟
حقاً تستحق أنت أن تكون الفائز الأول بالمسابقة غير المنعقدة أصلاً !
ومما يؤكد قوله أيضاً /
هو اعتقال رئيس المفوضية العليا للانتخابات في العراق فرج الحيدري  ورئيس الدائرة الانتخابية لمجلس المفوضين كريم التميمي واللذين أطلق سراحهما – بعد ثلاثة أيام من اعتقالهما - مقابل كفالة مالية قدرها ( 13 ألف دولار).
يُذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر كان قد اتهم المالكي صراحة بإصدار الأوامر الخاصة باعتقال الحيدري وزميله التميمي.
وأصدر الصدر بيانا بهذا الخصوص أكد فيه بأن :" توقيف رئيس مفوضية الانتخابات المستقلة فرج الحيدري خطة من المالكي لتدعيم ديكتاتوريته وتأجيل الانتخابات ".
وهنا يحق لنا السؤال : إن كان الصدر قد تدّخل ليفرج عن الحيدري والتميمي ووافق المالكي على ذلك " لانتمائهم الطائفي " فمن يتدّخل من الأمة العربية أو الإسلامية حتى ؛ ليفرج عن واحدٍ من معتقلينا " من أهل السنة والجماعة " في دهاليز سجون الصفوية ؟ 

ختاماً :
قطر قد عرفت حقيقة المأساة وكنهها وبدأت تخطو خطوات – وإن كانت ببطء –  في الاتجاه الصحيح .. فأين بقية الدول العربية من ذلك ومتى تحين أدوارهم ؟!

مدير مشروع القادسية الثالثة
الأربعاء 18-4-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق