المرجعية
الشيعية للفلم المسي للرسول – صلى الله عليه وسلم –
بقلم
نذير العراقي / خاص مشروع القادسية الثالثة
قد يعجب البعض
من العنوان الذي اخترته لمقالي هذا، ويتهمني بالتعصب لمحاولتي نسب كل سوء ونقيصة
إلى الشيعة، فما دخل الشيعة بالفلم المسيء للرسول – صلى الله عليه وسلم –وقد اجتمع
عليه مجموعة من الأقباط ونصارى أمريكا بتمويل ومساعدة من اليهود، فما دخل الشيعة ؟
وما المصلحة في نسبة كل فعل مسيء للإسلام أو الرسول – صلى الله عليه وسلم – لهم ؟
وهنا لا أترك
القارئ حائراً بكل هذه التساؤلات المشروعة، بل أدعوه للتركيز فيما أقول جيداً
وليسمح لي بإثبات دعوتي هذه له بتجرد وإنصاف معهودين عن أهل السنة .
إنني لا أتحدث
هنا عن مخرج الفلم - الذي هو منتجه وكاتب
السيناريو فيه أيضاً - أو الممثلين المشاركين فيه، إنما أتحدث عن المرجعية التي
رجع إليها القوم قبل عملهم الشنيع هذا .
حينما سُئل مخرج
الفلم المصري " نقولا باسيلي نقولا" عن المرجعية التي رجع إليها قبل
كتابته لسيناريو الفلم، أجاب عن السؤال[1]
:
هل قرأت القرآن؟
-طبعا قرأته وقرأت بالإضافة إلى ذلك أكثر من 3000 كتاب إسلامي ومنها أخذت كل ما جاء في الفيلم.
-طبعا قرأته وقرأت بالإضافة إلى ذلك أكثر من 3000 كتاب إسلامي ومنها أخذت كل ما جاء في الفيلم.
وتصريحه هذا هو الذي
دعاني لكتابة مقالي هذا، أن اطلاعه على القرآن لم يساعده البتة في كتابة سيناريو
الفلم ولا ترتيب الأفكار فيه ، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه : ما هي الـ ( 3000)
كتاباً التي اطلع عليها وأخذ منها الإساءات التي عرضت في الفلم .. وهنا لا أستعجل
القارئ بالإجابة عن هذا السؤال بل ألفت نظره إلى بعض الإساءات الواردة في الفلم
وفي أي الكتب وردت ليعلم ما علاقة الشيعة بالإساءات الواردة في الفلم ؟ وماذا أريد
من مقالي هذا ؟
1-
أظهر
الفلم أمهات المؤمنين (وبالتحديد عائشة وحفصة – رضي الله عنهما وعن أبيهما -) تضربان
النبي – صلى الله عليه وسلم – بالحذاء بصورة عدوانية ، وهو الأمر الذي يخدم الدعوى
الشيعية التي تزعم أن عائشة وحفصة حاولتا قتل النبي – صلى الله عليه وسلم –
وتسميمه، فعن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تدرون مات النبي
صلى الله عليه واله أو قتل إن الله يقول: {.. أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ
انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ..}[آل عمران : 144] فسم قبل الموت أنهما سقتاه ،[ قبل الموت ] فقلنا
أنهما وأبوهما شر من خلق الله[2].
2-
ورد في الفلم أن عمراً – حاشاه رضي الله عنه – كان شاذاً وكان يؤتى من
دبره وهو ذاته ما قاله الشيعة في حق أمير المؤمنين – رضي الله عنه –فقد نقل نعمة –
أو سمه نقمة إن شئت - الله الجزائري في الأنوار النعمانية :" إن عمر بن
الخطاب في دبره داء لا يشفى إلا بماء الرجال ، فهو مما يؤتى في دبره[3]
".
3-
صوّر
الفلم أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها وعن أبيها –أنها كانت لعوبةً تشتهي
الرجال – حاشاها وهي التي برأها الله من فوق سبع سماوات – وهذا يؤكد أن منتج الفلم
قد اختار الكتب الشيعية مرجعاً له في كتابة السيناريو وتصوير مشاهد الفلم، ولتأكيد
هذا الأمر أضع بين أيديكم الرواية التي اتهم الشيعة فيها أم المؤمنين بالزنا
-والعياذ بالله - :" قال علي بن إبراهيم القمي- شيخ الكليني - ويقسم عند
تفسيره لقوله تعالى :(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ
كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ
عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )[سورة التحريم : 10]والله ما عنى بقوله: {فَخَانَتَاهُمَا} إلا
الفاحشة".
ثم قال: وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق **** وكان فلان
يحبها فلما أرادت أن تخرج إلي **** قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم
فزوجت نفسها من فلان) .هكذا جاء النص في تفسير القمي .
فجاء المجلسي في ( بحار الأنوار) وملأ هذه الفراغات وكشف التقية لأنه
كان يعيش في زمن الدولة الصفوية فنقل الخبر واضحا: و ليقيمن الحد على فلانة فيما
أتت في طريق البصرة ... إلى آخر الرواية .
وبعد وقفتي السريعة مع نماذج مصوّرة من الفلم، فقد أصبح واضحاً للجميع
ما مرجعية صاحب الفلم، وما دور الشيعة في الإساءة للرسول – صلى الله عليه وسلم –
فصاحب الفلم لا يحتاج إلى قراءة ( 3000)
كتاب بل يكفيه أن يرجع للمصادر الشيعية الثلاثة التي
ذكرتها أعلاه ليصل إلى ما وصل إليه من الإساءات التي يدّعي أنها وردت في مصادر
إسلامية متغافلاً عن الحقيقة الواضحة التي تشير إلى أن التشيع دين مستقل بذاته ولا
علاقة للإسلام به !
وإني لأعجب من افتتان البعض بخطاب حسن نصر اللات الأخير الذي يدعو فيه
للاستمرار في المظاهرات وعدم السكوت عما جرى وأن لا يمر هذا الحدث بسلام !
وهنا لابدّ لي أن أوّجه أسئلة سريعة لكل المفتونين :
1-
أيهما
أشد على الإسلام : الطعن برب العزة والجلال أم الطعن برسوله – صلى الله عليه وسلم
- ، فأين غيرة حسن نصر اللات وغضبته لربه – إن كان ربه ! – بعدما أسرفت الروايات
الشيعية في الطعن برب العالمين وما أبقت له من شيء يختص به ( عن الإمام ! ) وأين
هو مما يفعل جند بشار وشبيحته في سوريا من كفر علني واضح وطعن برب العباد واستهداف
لبيوته أمام عدسات الكاميرات، بل إن هذا الأمر يتم بمعاونة عناصر من حزب اللات
والحرس الثوري وقد تواترت الأنباء التي تؤكد تورطهم بهذا .
2-
أيهما
أشد على المرء أن يُطعن به شخصياً أو يطعن بعرضه وأهله؟ فهاهي الروايات الشيعية
تطعن بأمهات المؤمنين وتتهم أم المؤمنين عائشة بالزنا – والعياذ بالله – فاين أنت
يا حسن من هذا ؟
3-
أين
كنت من الإساءات السابقة للرسول – صلى الله عليه وسلم – فلم نسمع لك صوتاً حينها،
بل لماذا تأخرت كل هذه الفترة لتخرج لنا بهذا الخطاب ؟! أم إن إشغال السنة بهذه
الأزمة يأتي لصرف الأنظار عما يفعله الشيعة من جرائم في سوريا ويأتي بعد التحركات
السنية – التي بدأت تسير في الاتجاه الصحيح – التي تسعى لرد التشيع وفضحه بكل
الوسائل والسبل الممكنة ؟ أما عرفتم الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلا الآن ؟
إنني أبيّن للأمة أمراً : جميل أن تنتصر الأمة لنبيها – صلى الله عليه
وسلم – وأن نرى كل هذه الهبة الجماهيرية العفوية لنصرة الإسلام، لكن من الغباء
والسذاجة أن يحركنا أعداء الله – عز وجل – كيفما شاءوا لصرف أنظارنا حول موضوع
معين !
إن إشغالنا بالفلم المسيء ( براءة الإسلام ) يأتي في وقت فُضح فيه
التشيع ودولته الشيطانية يصب في مصلحة إيران التي تدعم وتساند نظام بشار بالمال
والسلاح والرجال بشكل شبه يومي عن طريق العراق[4]
، وفي الوقت الذي تشتد فيه قبضة الأبطال في الجيش الحر على النظام العلوي الذي لن
يطول أمده بإذن الله .
المطلوب من العلماء وقادة المجتمع وأصحاب الرأي والإعلام توجيه
الجماهير الغاضبة باتجاه سفارة إيران، فهي سبب بلاء الإسلام وأهله وهي التي تقتل
أهل السنة في كل مكان، بل هي التي تطعن بعرض النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمهات
المؤمنين – رضوان الله عليهن أجمعين – فالأجدى بكل الذين تظاهروا ودعوا لذلك
وحرضوا عليه توجيه الجماهير باتجاه العدو الحقيقي : سفارة العدو الإيراني !
نذير العراقي
الجمعة 21/9/2012 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق