الاثنين، 9 مايو 2011

وقفات مع أحداث البحرين (الحلقة الثانية)

وقفات مع أحداث البحرين

هذه خواطر ومشاهدات سُطرت من وحي الأزمة البحرينية

نبعثها إلى أهلنا في البحرين وإلى كل بلد ابتلي بالوجود الشيعي

الحلقة الثانية :

إن أول خطوة لحل المشكلات الشخصية والمجتمعية أن تشخص الحالة بواقعية وتجرد وصدق ، ومن غير ذلك لا يمكن للمجتمعات أن تتحرر من أزماتها بل ستبقى ما بقي فساد التصور وانحراف التشخيص .

وأزمة البحرين ليست حدثاً عابراً ولا ظاهرة مؤقتة عصفت بالبلد مع موجة الثورات والاحتجاجات كما يتصور البعض بل هي أزمة ضاربة الجذور قديمة المنشأ وإن تجددت الأساليب وتلونت الصور !!

وبعيداً عن الإطالة في التوصيف والعرض نقول إن مشكلة البحرين هي مشكلة كل بلد يعاني من التعدد الطائفي ، أو بعبارة أدق يعاني من تواجد الطائفة الشيعية كمكون من مكونات المجتمع ، وبدون أن يعي أهل السنة هذه الحقيقة ويقنوا بها تمام اليقين ويصدحوا بها بجرأة ووضوح فلن تنتهي الأزمة بل ستبقى كالبركان الخامد تُترقب ثورته في كل حين .

إن مما يؤسف له أنه على الرغم من تكشّف المواقف والوجوه عن خلفيتها الطائفية المقيتة في هذه الأحداث الأخيرة خاصة وفيما سبقها من أزمات، إلا أن فئاماً من أهل السنة بما فيهم كتاب صادقون وإعلاميون شرفاء وسياسيون مخلصون عرفوا بمدافعتهم لهذا الباطل وصدهم له ، لازالوا يتحرجون من ذكر الطائفة الشيعية باسمها فضلاً عن نسبة هذه التجاوزات إليها في الوقت الذي لا يخجل فيه الشيعي أياً كان موقعه بائعاً في سوق الخضرة أو سياسياً في مجلس النواب من لعن يزيد وشيعته والتباكي على مظلوميته المزعومة !

إن من أكبر الخداع الذي يُمارس ضد أهل السنة من قبل رموز السنة قبل الشيعة أن تُصوّر هذه الانتهاكات على أنها تجاوز من فئة قليلة من الطائفة الشيعية ، وتُضخّم دائرة الضوء على القلة الشريفة من الطائفة الشيعية حتى يحسب المتلقي البسيط أنها الأصل وأن أولئك شذّاذ خارجون عن خط المذهب وسيايسته في حين أن العكس هو الصحيح ، وقد كشفت الأحداث ذلك بجلاء إذ تحول المجتمع الشيعي بكامله في البحرين –وقد رأينا ذلك من قبل في العراق ولبنان- إلى سيف مصلت على رقاب أهل السنة ينتظر ساعة الصفر ليطفئ أحقاد السنين ولم نر حينها من بين الشيعة عاقل ينهى أو منصف يُنكر.

فأين الأصل ...وما لاستثناء إذن ؟!!

إن الأصل أن هندسة المذهب الشيعي تقوم على الولاء التام لآياته العظمى وقاداته العُليا فكل من انتسب للمذهب وجب عليه لزاماً أن ينقاد لتوجيهات رموز المذهب حتى يكون له الحضور والحضوة، وبدون هذه الطاعة لن يكون له في الوسط الشيعي أي قيمة أو أثر !

فنحن إذن بين أثنين : شيعي يسير وفق أجندات ملاليه، وهذا هو المؤثر والفاعل عندهم، وشيعي لا ينقاد لتلك الأجندات ويرفضها أو ينكرها وهذا مهمش لا تأثير له، بل ربما هُدّد وأوذي ، فانتهى الأمر إلى أن المجتمع الشيعي يقوده ويحركه أولئك المجندون عند ملالي طهران!

هذه هي الحقيقية ، أما التشوه الذي يمارسه كثير من مثقفي السنة في توصيفهم الواقع خشية أن يوصموا بالطائفية أو يشعلوا فتيل الفتنة زعموا ...فإنها لا تسهم إلا في خداع أهل السنة وإدخالهم بعد كل يقظة في غيبوبة الوهم والتخدير ، يساعد في ذلك التلون الذي عُرف به الشيعي على مدى التاريخ فبعد أن كان في الأزمة خنجر في خاصرتي، أصبح اليوم صديق وفيّ .... دمه دمي وهدمه هدمي !!

فمن المسؤول عن غفلة السنة وغيابهم عن قضاياهم ، غير رموز السنة ومفكريها ؟؟!!

يارموز السنة ..... ياكتّاب ، ياإعلاميون

ياعلماء ، يامفكرون

يا أدباء ، ياحقوقيون

إن الجماهير تتشرب فكر قادتها ورموزها، فإن كان فكر القادة صحيحاً ضُمن –بإذن الله - توجيه المجتمع نحو فلاحه وصلاحه، وإن كان الفكر مشوهاً أو مضطرباً أو متعارضاً مع الواقع انفلت الصف وخرجت الجماهير عن القيادة واتخذ كل أناس إماماً واختطّوا طريقاً !!

فاقرأوا التاريخ وادرسوا الواقع لتخرجوا برؤية صحيحة ومنهج سليم توجهون عليه الناس، فإن العدو لم يبلغ ما بلغ لقوة منهجه ولا لسلامة مقصده ولا لعظم مؤهلاته ومقدّراته ، بل نجح لأن رموزنا فشلوا وتفرقوا وغشوا أنفسهم وجماهيرهم .

إدارة مشروع القادسية الثالثة

الإثنين 9-5-2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق