بفضل جهود محاربي الفدرالية ودولة العراق
الإسلامية !
بقلم : سني عراقي/ خاص مشروع القادسية الثالثة
بلا مقدمات أقول : بفضل محاربي الفدرالية وجهود )دولة العراق الإسلامية( سيكون مصير سنة
العراق العرب كمصير )الأحواز( ـ
والعياذ بالله ــ بعد اكتمال الخطوط العريضة لتشييع العراق وهيمنة إيران عليه تحت
لافتة الديمقراطية وحكومة الشراكة .
ليس هذا استنتاج محير بل أتمنى أن تكون قراءة خاطئة ،
لكن ما يجري في العراق منذ عشر سنوات بعد الغزو الظالم عليه ، ووقوف العرب موقف
المتفرج غير الآبه لما يجري فيه من جرائم يسير إلى مصير قاتم يؤدي بأهل السنة إلى
أن يصبحوا ( أحوازاً جديدة) . إن كل ما
جرى من ويلات عديدة الواحدة منها يمكن أن تطيح بحكومة ، قد أُهمل تماماً في ظل
الصمت المعيب عربياً ودولياً ، مما جعل عود الصفوية يشتد ويزداد حماس رقصها على
نيران الشارع العراقي ، والذي ما كاد ينطفئ لهيب التفجيرات حتى تبدأ أخرى باسم (الجهاد) لدولة العراق الإسلامية التي تعتنق فكر
القاعدة الذي يوصف بالإرهاب ، وعلى أساسه استلت كل سيوف العقاب على أهل السنة باسم
الإرهاب حتى صار قانون خاص به وهو (4 إرهاب ) يحصد سنة العراق بلا هوادة ولا دليل حتى
سمي ( 4 سنة ) .
إن المطلع على الشارع العراقي وأحداثه المتفجرة التي
آخرها حادثة تهريب سجناء تكريت ، قد تبنتها القاعدة مرة أخرى، وهذا ما كنا نتوقعه
ونعلم تبعاته من تعسف وتضييق على محافظاتنا السنية بحجة ملاحقتهم، مع أن هناك اشتراك
واضح معروف من قبل القوات المسلحة لحكومة المالكي التي لها علاقة مع إيران معلومة
وفضائح منشورة كسرقة البنك المركزي وتهريب سجناء القاعدة إلى إيران من قبل مكتب
المالكي شخصياً ، والعجب مرت كشيء لم يكن . المقالة هذه لا تغفل جرائم المليشيات
وأحزابها ولا جرائم أمريكا وحلفاؤها ، إنما تركز على الجانب الشعبي الوطني المفترض
بردود أفعال واعية مدروسة إزاء العدو الذي لا يترك ثغرة ولا يهمل غافل أو مغفل .
ملاحظتان لا أجد لهما منطقية :
الأولى : أن
القاعدة لا تعيد النظر في إستراتيجيتها التي خربت وآذت في البلاد والعباد أكثر مما
نفعت مادياً ومعنوياً في صفوف أهل السنة خاصة ،
فقد حصدت أرواح عديدة حتى بات الكثيرون ينفرون من هذا التنظيم .
والثانية: غرابة أن الموالين والمنظمين والمنضمين لها لا يرون في
غيرها عنوان الجهاد ! مع أن هناك فصائل جهادية تنزهت عن سفك دماء العراقيين
المدنيين في الشارع، بل أوقفت عمليات كثيرة بسبب وجود المارة كما لاحظنا في
القنوات الفضائية التي نشرتها ، فما السبب في اختيار القاعدة بدلاً عن الفصائل
السنية العراقية التي أذلت المحتل الأمريكي وأخرجته من العراق مدحوراً ؟ في حين أن
الكثير من المجاهدين والعلماء قد تم التخلص منهم بواسطة أفراد من القاعدة أنفسهم !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والرحمة والخلود لشهدائنا وعلماءنا الأجلاء .
هذا من ناحية الأفراد ، أما من ناحية المنهج فهناك غرابة
أخرى، إذ لا يوجد سياق سياسي للتنظيم لتغيير الحكم لا كحزب معارض عن طريق الانتخاب
، ولا كانقلاب عسكري ! وهو المتعارف عليه في عمليات تغيير الأنظمة الحاكمة ، إنما
ما يعرف عنهم هو التكفير والرفض لهذه الآليات بالجملة، فكيف يكون لهم أثر في تغيير
النظام الحاكم ؟ ، وللتوضيح أكثر ؛ أن من المعلوم عدم وجود عمل سياسي علني أو سري لديهم
يهيأ هيكلية عليا في المحافظات السنية من شأنها التأثير على مجلس النواب للجلوس
على طاولة المساومات التي تتحكم بالمشهد السياسي منذ عشر سنوات، والدليل محاربة
مجالس المحافظات بكل دوائرها لهم مع تشكيل الصحوات ، وهذا عكس الحزب الإسلامي الذي
لديه جبهة جامع للجهاد المسلح ، ولا وجود لخطوات واضحة بعد كل هذه السنوات لاصطفاف
أفراد ضمن القوات المسلحة للتولى مهمة التغيير الحاسم . إذن فعملياتهم لا توصف
بمشروع صناعة دولة إنما أشبه بعمليات انتحار أنتقامية ثأرية بشكل مكثف ، وهذا لا
يصلح أن تنقاد إليه صفوف راغبة في التخلص من الاحتلال وأذنابه ، خاصة لأمكانية أن
يكون أحباءهم في قلب النيران وكذلك أماكن مكاسبهم الحياتية ولا يملكون أي حق في
رفضها ! .
من الواضح أن جهود المالكي التي تحاول ربط قادة السنة في
الحكومة بالقاعدة محاولات فاشلة وتفتقر إلى الواقعية ، لهذا فمن وجهة نظري أن كل
عمليات ما تسمى بدولة العراق الإسلامية تعاني خللاً في الأساس لا يمكن أن تبنى منه
دولة؛ لأن البناء المتوازن لا يأتي من عشوائية الهدم كنظرية الفوضى الخلاقة
المعتوهة التي ابتدعها الغرب بتفجيرات كبرى هنا وهناك ، ولهذا لا يمكن أن ينتج نظام من فوضى ، ولا يأتي صلاح وخير في
شرعنة استخدام وسائل محرمة بحجة الغاية تبرر الوسيلة سواء أكانت مصدر أموال
كالمخدرات أو قتل أنفس لأجل أثنان !. لقد أنعكس كل ما سبق سلباً على أهل السنة،
وعلى وجودهم وجهادهم في التخلص من المحتليّن الأمريكي والإيراني ، فقد ضيقوا من
مجال تحركهم بلفت أنظار القوات الصفوية على طول العراق وعرضه ، والأدهى من هذا كله
، هو عزوف المجتمع الدولي والعربي خاصة عن تبني معاناة سنة العراق بشكل جعلهم - في نظرهم- إما أنهم (مشتركون) في حكومة تابعة لإيران
أو (تابعون ومؤيدون) لتنظيم إرهابي ، فأي سوء حل بسنة العراق ! . من ينصر أهل
السنة وهم لا يزالون بين مطرقتي القاعدة والقوات الصفوية ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل
.
فوبيا الفدرالية
أما معارضي الفدرالية فقد أطلقوا العنان بفتاويهم التي
لا أصل لها في قرآن أو سنة بتحريمها، بل وأجرموا من ينادي بها وحللوا قتله بلا
دليل شرعي ! ، وطالما قلنا أن الأمر على النقيض من هذا تماماً ، لأن هناك دليل في
القرآن يخبرنا بأن الاعتزال هو طريق
للعبادة بعيداً عن المشركين ، وهو حل للحفاظ على النفس والمال والعرض من الأذى ــ
في قصة أصحاب الكهف والنبي (إبراهيم) عليه السلام ــ وبالتالي يساعد الاعتزال والابتعاد
عن المخالفين والمجرمين إلى العمل على تقدم المجتمع بأمان . لعمري ، كيف تُرفض الفدرالية
ولا يقبل الخوض فيها ، بينما هناك تقبل لإقليم كردستان وتداول لرؤسائه بعناوين الإقليم
! فلماذا هذا التناقض والرفض لأهل السنة مع أن حجتهم وأسبابهم أقوى من الأكراد ؟
نقول إلى محاربي الفدرالية :ما الحل حين تأكل النار
ديوان البيت الكبير ولا وسيلة لإطفائه، بسبب كيل
الزيت من بعض الفاسدين باستمرار بهدف ضمه إلى جار يواليه طامع ينوي توسعة بيته
وحرق من يريد إطفاءه ؟
الحل: هو أن يتم إنقاذ الغرف الأخرى وعزل من يريد
تأجيج النار وسرقة البيت بما فيه . ولكن لا أذن تعي ! . لا نسمع إلا أننا طائفيون
. نعم ، فلكل فعل رد فعل مشابه له في القوة ومعاكس له في الاتجاه ، وهذا هو تطبيق
لقبولنا بالطائفية ، ولن نرضى أن نكون أحواز العراق .
لا نجد للأسف أي نقاش جاد، أو دراسة حكيمة ، ولدينا
عشرات المراكز في الخارج والتي تعنى بالشأن العراقي . والغريب والواضح لا نجد أي
من هذه المراكز قد طرحت مشروع أبعد من الدعوات والتوصيات بإقامة المؤتمرات للدراسة
مرة أخرى ! . إننا ننتظر مشروع مقبول يخرج أهل السنة من حملات الإبادة المنظمة وسط
التغييرات الديموغرافية التي أسست للصفوية وضياع الهوية السنية ، ولكن منذ عشر
سنوات أحرقت مع العراق سوريا الشقيقة ، ولا شيء سوى أن تسطر أمتار من المقالات
بالتغني بوحدة العراق التي اختفى مضمونها حينما اخترقت باشتراك الشيعة في الشرطة
والجيش تقتل وتعتقل وتحاصر أهل السنة يومياً . وأين هي هذه الوحدة حين تم فصل
الأوقاف إلى سني وشيعي بالدستور ؟ هذا مثال واحد فقط مكتوب لا يستدعي إي تحليل
سياسي وجلسة تحار فيها الأفكار . المشكلة في الخبراء مع احترامنا الشديد لهم أنهم
في الخارج يعولون على من في الداخل ، وهم على ما هم فيه
من استهداف مستمر بلا راعي لهم ، فلا معنى للوحدة دون وجود مقوماتها، وأولها قوة
مسلحة ضمن الجيش تعمل على استقطاب الوطنيين للتغيير المطلوب الحاسم كما يجري في
سوريا ، لقد تم التخلص من هذا المشروع بحل الجيش العراقي قانونياً وإبادتهم فعلياً
ضمن الدستور أيضاً، ومن بقي يتم تصفيتهم تباعاً في الداخل والخارج، وآخرها اغتيال
اللواء العسكري السابق (السني) خالد الهاشمي في اليمن على أيدي خدم إيران وبأمر
منها ، وثاني المقومات دولة تحتضن هذه الجهود مادياً وإعلامياً وغيرها . إن كان
مفهوم ( الوحدة ) الذي يقصده كل من يُسأل عن حل للعراق هو للتصدي، فهذا مفهوم ومصطلح نظري لا تمثل التظاهرات حل ناجح فعلي إنما هو للتعبير
عن مطلب الوحدة ، وهو ناقص في ذاته بغياب تجمع عشائري سني وسياسي عراقي يصلح أن
يكون في المستقبل إقليمياً ،فلا تنفع التظاهرات وأفراده شتى وفرادى يفتقرون
للتنسيق فيما بينهم ، ولا ينفع الصراخ إعلامياً وخارجياً فقد ثبت فشلها لأن لا
عنوان يجمعها ولا قائد يمثلهم ، بل لا تنفع مع كل هذا انتخاب أو عدم انتخاب لأن كل
ما سيجري هو اصطفافات مختلفة لا غير ، فكل الكتل تنادي بمصالحها الضيقة أو الواسعة
والتزوير حاصل لا محالة ، وعليه فأي انتخاب جديد لن يضع الحل الآن بعد عدم استغلال
الانتخاب الأول عام 2005 لفرض القوة السنية القادرة على حكم العراق ومنع التدخلات
الخارجية لتحررهم من ولاءات الخارج ومراجع الداخل التي تسحبهم إلى هذا . الذي حصل بعد
تخلي نواب السنة آنذاك عن حقهم في تشكيل الحكومة بجهل وتسامح معيب ومهين، قد أضاع
العراق وأهله ، وضاعت معها إمكانية طرد الصفويين وخدم إيران وأمريكا حينما كانوا
أضعف ما يكون .
عودة للبداية بعد التوضيح ؛ سنة العراق سيعانون من تطبيق
نموذج سنة الأحواز في إيران ــ لا قدر الله ــ فقد تهيأت الأسباب لحل مجلس لنواب
وفرض حكومة الأغلبية الشيعية، وبعد تصاعد الخلافات وعجز (مخلصهم المنتظر)
الطالباني عن لم الشمل وتقريب الكتل، جاء قانون البنى التحتية المعترَض عليه ،
ليزيد الأمر تعقيد ويزيد غضب (الحاكم المجوسي) الذي سيضع مسألة عرقلة البرلمان
لمشاريع هامة حجة سماوية وهبة جديدة تهيأ القرار الأخير القاصم ، مع أنه سيلاقى
تحرك بلا شك، ولكن سيكون أهل السنة مستهدفون بصورة أقسى كمتمردين ، وإن لم يتم
التدارك فالخطر أكبر لعنجهية وغرور نفوس تشبعت الحقد وتمرست على الغدر.
الحل :
هو في تجمع أهل السنة فوراً بكل هيئاتهم، بغية فصل
أقاليمهم من الهيمنة الإيرانية والأمريكية معاً بخطابات إلى هيئة الأمم المتحدة بمرجعية
للتفاوض بهذا الشأن ، وسيجد القبول والمبايعة بإذن الله في مشروع وهدف واحد لعزل
إيران ومواليها تماماً التي ضيعت العراق وشعبه بأقل الخسائر في الأرواح بإذن الله
، وسيندم الشيعة بعدها أيما ندم على ولاءهم لإيران ولمراجعهم ، وسيأتي يوم سينادي
فيه الشيعة أن ( يا أهل السنة خذوها ) ، والله الحكيم الخبير
الاثنين 22/10/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق